العضو المؤسس في مركز الإمام الألباني: هناك خلط كبير بين التيار السلفي والتكفيريين
الشيخ علي الحلبي: أصول الدعوة السلفية هو نبذ التكفير ونبذ اللجوء للعنف من اجل التغيير وانتهاج الدعوة إلى العلم والأمن والأمان
الشيخ علي الحلبي يتحدث لمدير وكالة الأنباء الأردنية الزميل رمضان الرواشدة
قال العضو المؤسس في مركز الامام الالباني المشرف العام على منتدى كل السلفيين الشيخ علي بن حسن الحلبي ان هناك خلطا واضحا في اذهان الناس وفي وسائل الاعلام بين التيار السلفي المعتدل المؤمن بالدولة وبالمجتمع وبين التيار الذي يسمي نفسه بالسلفي الجهادي ولكنه في حقيقة الامر تيار تكفيري لا يمت لنهج السلف الصالح بأي صلة وهو تيار لا يؤمن بالدولة والمجتمع .
واضاف الحلبي خلال حوار نظمته اليوم الاحد وكالة الانباء الاردنيةواداره مديرها العام الزميل رمضان الرواشدة بحضور عضوين من قيادات وابناء الحركة السلفية نمر عدوان ورائد رماحة انه لا يوجد تيار يحارب التكفيريين وينتقد افكارهم ومبادؤهم اكثر من الدعوة السلفية موضحا انه الف 15 كتابا في الرد على هذه الفئة اولها كتاب "التحذير من فتنة التكفير" عام 1997 الذي اقره كبار علماء المسلمين.
وقال الشيخ الحلبي ان اول اصل من اصول الدعوة السلفية هو نبذ التكفير ونبذ اللجوء للعنف من اجل التغيير وانتهاج الدعوة الى العلم والامن والامان والايمان وتحديد حقوق الراعي والرعية من خلال ضبط الامور بصورة تكاملية، مشيرا الى ان الدعوة السلفية هي الدعوة الوحيدة التي اعادت المصطلح الشرعي الذي ينص على ان الحاكم هو ولي الامر لغة وشرعا.
وقال الحلبي ان جلالة الملك عبد الله الثاني ادرك بحكمته ووعيه وقيادته الملهمة ان هناك فرقا واضحا بين التيارين مستشهدا بما قاله جلالته في كتابه - فرصتنا الاخيرة - " هؤلاء التكفيريون لا تقوم اعمالهم وتفسيراتهم الا على الجهل ,والبغضاء والفهم الخاطئ لمفهوم الشهادة النبيل لكي ينشروا عقيدتهم ضاربين عرض الحائط باكثر من الف سنة من العلوم والفقه الاسلامي القويم وذلك بذريعة ما يظنون مخطئين انه النهج الاصيل الذي كان متبعا في القرن السابع في الجزيرة العربية".
واضاف جلالته في الكتاب" يعد التكفيريون جزءا صغيرا من جماعة من الاصوليين اكثر انتشارا هم "السلفيون" الذين يطرحون ضرورة العودة الى الجذور لكن الاكثرية الساحقة من السلفيين لا تجيز الاعمال الارهابية ولا قتل المدنيين الابرياء ، بالنسبة الى هؤلاء التكفيريين تعد الحرب ضد من يعتبرونهم اعداء حربا مفتوحة لا ضوابط فيها وهم لا يابهون بالتعاليم الاسلامية التي نص عليها القرآن الكريم والحديث الشريف".
واعتبر الحلبي ان احداث الزرقاء التي وقعت يوم الجمعة الماضية وقامت خلالها مجموعات من التكفيريين بالاعتداء على رجال الامن العام والمواطنين بمثابة اعلان حرب من هذه الفئة على كل القيم والمبادئ التي تحكم مجتمعنا العربي الاسلامي المعتدل البعيد كل البعد عن العنف والتطرف، مشيرا الى ان تلك الاحداث التي اصيب فيها نحو 83 من رجال الامن العام و7 من التكفيريين تدل على الانسانية التي يتمتع بها رجال الامن العام ومحاولتهم عدم المساس باي منهم ونزولهم الى موقع الاحداث بدون سلاح.
ولفت الى ان هذه الاحداث اظهرت بوضوح ان هذه الفئة هي فئة قليلة ومعزولة بسبب رفض المجتمع الاردني بكل فئاته لها لانتهاجها مبادئ العنف والتطرف وعدم لجوئها للحوار وتقبل الرأي والراي الآخر المستند على وعي وادارك سليم لابعاد التحديات والمشاكل التي تحيط بالاردن على الصعيدين الداخلي والخارجي.
وقال الشيخ الحلبي ان هذه الفئة تحاول التاثير على الناس وخداعهم من خلال امرين الاول اطلاق اسم السلفية الجهادية على انفسهم واستغلال المفهوم النبيل للسلف الصالح كغطاء للقيام باعمالهم وتمرير افكارهم الباطلة والثاني استغلال مبدأ التوحيد الذي يقوم عليه الدين الاسلامي ولكن بطريقة تخدم اهدافهم وغاياتهم.
واشار الى انهم يعتقدون بعدم جواز الصلاة خلف الامام الذي تعينه الدولة مؤكدا ان غالبية علماء الاسلام يعتبرون ان الصلاة خلف امام مستور الحال جائزة وواجبة مما يدل على جهل هذه الفئة بالدين والدنيا داعيا جميع وسائل الاعلام الى عدم اطلاق مصطلح السلفية "المجرد" عليهم واستبداله بمصطلح التكفيريين.
واكد ان التيار السلفي حريص على تكريس الامن الفكري والاجتماعي في نفوس المواطنين ومواجهة هذه الفئة التكفيرية عبر اطارين الاول اجتماعي يتطلب احالتهم الى القضاء ومنعهم من القيام بمثل هذه الاعمال وتكريس هيبة الدولة في نفوس الجميع لان هيبة الدول جزء لا يتجزأ من امن الامة والثاني معالجة فكرية تتضمن تعرية افكارهم ومرتكزاتهم بالحجة والمنطق السليم.
وقال الحلبي انه لا يجوز وفقا لمبادئ الشرع الحنيف تنظيم الاعتصامات والمظاهرات لانها قد تؤدي الى الفوضى وانتشار الفتن واتاحة المجال امام البعض لتنفيذ اهداف وغايات لا تخدم مصالح الدول معتبرا ان اللجوء للحوار هو السبيل الامثل لمعالجة المشاكل والتحديات التي تواجه المجتمعات.
وفيما يتعلق بالجهاد قال الحلبي ان التكفيريين يعتقدون بوجوبه دون ضوابط واستعدادات ودون مراعاة للظروف المحيطة، مؤكدا في الوقت ذاته ان الجهاد يتطلب ايجاد ضوابط وبيئة مناسبة له من جميع النواحي المادية والمعنوية وهو جزء من عملية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .
وحول السمات والخصائص الرئيسية للتيار التكفيري قال الحلبي ان ابرزها هو تكفير الحكام والامن والجيش والمجتمع والنقمة على المجتمع وعدم الايمان بمرجعية العلماء ووجود تنظيم حزبي مغلق يعملون من خلاله، ويؤمنون بالعنف والقوة لاحداث التغيير بابشع صوره وتركيزهم على مبدا الولاء والبراء في تحقيق اهدافهم اضافة الى انعزالهم عن المجتمع .
وقال الحلبي ان الظروف التي يمر بها العالم العربي تتطلب تذويب الخلافات الفكرية والفقهية والشخصية لتحقيق المصلحة العامة، وان علينا في الاردن تغليب مصلحة الوطن والمواطن والالتفاف حول قيادته الهاشمية الحكيمة التي تستمد شرعيتها الدينية والتاريخية من انتسابها للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.